حمدى رزق

تبرعوا لبناء مدرسة 

الخميس، 25 أكتوبر 2018 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مفارقة، العقورون يشيّرون ساخرين لائمين شامتين صورًا محزنة لكثافات فى فصول مصرية، وبريطانيا تعلن أنها ستمنح مصر 12 مليون جنيه إسترلينى «تعادل نحو 282 مليون جنيه» لدعم الإصلاح التعليمى فى مصر، من خلال صندوق الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف».
 
السفارة البريطانية بالقاهرة، تعلن أن قيمة الدعم ستوجه لتدريب المعلمين وتعليم الأطفال فى مختلف المحافظات. وقال جيفرى آدامز، السفير البريطانى فى مصر «إن الاستثمار فى الشباب المصرى هو استثمار فى مستقبل البلاد».
 
جت من الغريب، حسنًا بريطانيا تفعلها، ما بالك بالقريب، «تبرعوا لبناء مدرسة»، عنوان رائع لعمل خيرى أكثر من روعة، لو وعى الخيريون بضرورات التعليم وإتاحته كالماء والهواء ما بقى فى مصر تلميذ يجلس على الأرض، ولتلاشت الكثافات المجهضة لتمام العملية التعليمية، ولاختفت الفصول الطائرة، وفصول الهواء الطلق، ولحظى كل تلميذ بمقعد خشبى يؤدى عليه فروضه وينصت باهتمام إلى ما يتلى عليه.
 
لو فعلها المستثمرون ووجهوا حق المجتمع فى أموالهم إلى بناء المدارس وزيادة عدد الفصول لكان خيرًا، ولو استلزم كتابة اسم المستثمر أو المتبرع على المدرسة لا ضير أبدًا، وكما أن هناك حجرات فى مستشفيات بأسماء المتبرعين، لماذا لا يكون هناك فصول ومعامل مكتوب عليها أسماء المتبرعين باعتبارها صدقة جارية، وصدقة التعليم ستجرى فى عروق المجتمع خيرًا عميمًا.
 
ولنجعل قسطًا مقدرًا من زكاة المال لبناء الفصول والمدارس، ياله من أجر عظيم، طاقة الحكومة تعجز عن توفير مقعد لكل طالب، وحملة وزارة التعليم الخيرية التى نقترحها على الوزير الدكتور طارق شوقى بهذا العنوان الفريد «من أجل مقعد لكل تلميذ» لا تشوبه شائبة الحاجة أو التقصير أو عدم الإمكان، ولكنها محاولة حثيثية لشراكة مجتمعية بين الحكومة ممثلة فى وزارة التربية والتعليم والقادرين من أبناء المجتمع داخل وخارج مصر، ممن فتح الله عليهم من رزقه، وتعلموا بالمجان، وفى مدارس حكومية، وعليهم بعض من رد الجميع لمن علم وربى وصنع منهم رجالًا متعلمين.
 
لو تبرع كل مقتدر بفصل واحد فى مدرسته القديمة لن يبقى تلميذ بدون مقعد، أقول فى مدرسته القديمة التى شهدت أيامه الدراسية ويالها من أيام رائعة يحس بروعتها وهو يعود إلى مدرسته وإلى فصله ويتذكر أيامه الخوالى مكرمًا معززًا بين أهله وناسه وأساتذته، ويترك فيهم أثرًا، ويرد إليهم بعض الجميل الذى تركوه فيه يوم أن كان طالبًا، هم المعطائون دون إلحاف.
 
القصة ومافيها أن الحكومة متعبة من جراء الزيادة الهائلة فى المواليد، وكل مولود من حقه التعليم، وكلفة التعليم صارت باهظة، ومتطلبات العملية التعليمية صارت عبئًا ثقيلًا، يستجلب المعونات الخارجية، هل لندن أحن على أولادنا من شركاتنا وبنوكنا الوطنية، هل الإنجليز أحرص على أولادنا من أثرياء المصريين المحترمين؟.
 
 القادرون فى مصر كثر، والخيرون كثر، والعاملون على نهضة التعليم كثر، ما أكثر الحالمين بتعليم أفضل، ما أكثرهم وهم يتمنون على الوزارة سبيلًا إلى تحقيق هذا الحلم شراكة.
 
كم يتكلف بناء وتجهيز فصل؟.. لو أعلنت الوزارة عن كلفة حقيقية نموذجية مقدرة، ما تأخر عنها محترم، ويمكن قسمة التكلفة على عدد من المتبرعين، ويخصص سهم بألف جنيه مثلًا من زكاة المال فى البنوك المصرية برقم حساب معلوم تبرعًا تحت شعار «من أجل مقعد لكل تلميذ»، يقينًا لن يتأخر المصريون، وفى نهاية كل عام يعلن الحساب الختامى للتبرعات، وتوجه لبناء عدد من المدارس أو فصول فى مدارس قديمة، سنة أو سنتين وسيفيض الخير على الشطآن.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة